eng
competition

Text Practice Mode

عرب بلا استثناء

created Jul 3rd 2015, 10:39 by


2


Rating

539 words
18 completed
00:00
ما يحدث في العالم العربي من فوضى وقتل وتدمير وإرهاب وإثارة طائفية هي عملية منظمة ومقصودة ولا تستثني أحداً في المنطقة، بل أكثر من ذلك سوءاً أن تكون بأيدي بعض شبابنا المغرر بهم لتحقيق مشروع إيران في الهيمنة والتمدد وتصدير الثورة، ومصالح دول أخرى تريد تقسيم عالمنا العربي المنهزم والجريح في أكثر من قطر، وإعادة رسم حدوده، ومصادرة ثرواته، وتفتيت قواه، وهذا فعلاً ما تحقق في دول عربية لا تزال ترزح تحت وطأة ناري الحرب والإرهاب، وخرج منها الإنسان العربي فاهماً لما يجري حوله من مخطط خطير، ومثير، ولكنه عاجز عن مواجهته!.
 
خذ أقرب ما يمكن أن نستشهد عليه في سياق مخطط "لن نستثني أحداً"، وهو ما جرى من أحداث دامية في الشقيقة مصر، بدءاً من اغتيال النائب العام هشام بركات، ومروراً بما جرى في أرض سيناء -عنوان الانتصار والعزة والكرامة-، حيث ما توافرت عليه الجماعات الإرهابية أثناء المواجهة من أسلحة، وسيارات، وتجهيزات تقنية؛ يثبت قطعاً أن إرهاب سيناء ممول من دول وليس جماعات لضرب اقتصاد وأمن مصر، وإشغالها عن لعب دورها العربي والمحوري في المنطقة، ولكن مع كل تلك التفاصيل لا يزال المشهد مفتوحاً لمواجهة ستطول بين العسكر والإخوان في مصر، ولكن هذه المرة سينكسر عظم الإخوان بقوة النظام، وتعديل القانون، وهيبة الدولة التي هي أكبر من محاولات يائسين عابثين لجرها إلى فوضى، أو انقسام في الصف المصري الواحد المشهود له عبر التاريخ وقوفه مع جيشه الباسل، واحترامه له، والثقة فيه، وهذا ما يجعلنا أكثر اطمئناناً من أن المواجهة محسومة مع عناصر الداخل ممن خرجوا في مهمة انتحارية لتحقيق هدف رخيص هو أكبر منهم، وممن فوّضهم بقتل الجنود بالوكالة عنه، وترويع الآمنين، وإثارة الفتنة.
 
وإذا كنا إلى هذا الحد متيقنين من الداخل المصري -جيشاً وشعباً- في التصدي للمخطط على الأرض، وتحديداً في تجاوز أزمته مع الإخوان، ورموزه خلف القضبان، ومسيرات المتعاطفين معهم، والخائفين منهم؛ إلاّ أننا مستغربون للأسف من مخطط الفضاء الإعلامي الذي تثيره بعض القنوات العربية للإساءة لمصر، وما يثار أيضاً في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تركا علامات استفهام كبيرة ومخيفة وفي هذا التوقيت؛ فتضخيم مشاهد المسيرات التي تعبّر عن رأي أقلية محدودة جداً في شوارع ومحافظات مصر تجاه الحكومة وقصر الرئاسة هو معيب في حق المهنة وحق الأشقاء في مصر، ومعيب في حقنا أن نستشهد به على أنها حالة تعبّر عن أكثرية في الشارع المصري، ومثل ذلك ما يردده المؤدلجون لفكر الإخوان في "تويتر"، ومحاولة خلط الأوراق، وتضليل المفاهيم، وتزييف الحقائق، والتأثير في عقول العامة؛ لإثارة تساؤلات وأحكام تجاوزناها بإردة الشعب المصري نفسه؛ حين خرج في 30 يونيو، قائلاً: "يسقط حكم الإخوان".
 
المخطط الإعلامي لجماعة الإخوان ومن يتعاطف معهم في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لا يقل خطراً عن المواجهة على الأرض، وهذه حقيقة لا يمكن أن نتجاوزها إلاّ بالوعي، والإرادة، وقبلهما الرؤية التي تعبّر عن الصالح العام الذي لا نختلف عنه لمجرد هوى في النفس، أو نختلف معه لانتصار ذات؛ لأن الأهم هو أن نتفق كشعوب عربية على العيش في مجتمع آمن ومستقر يحقق لنا العدالة والمساواة والتنمية، وهذه المعايير لا يمكن أن نترك نتائجها لاجتهادات فردية، أو أحكام مؤدلجة، وإنما لقضاء عادل وناجز، وسلطة تنفيذية قادرة على تحقيق طموح الشعب، ولو كان هناك تقصير وهو وارد جداً لا يكون مبرراً للخروج على الدولة التي هي أساس الوجود.
 
قدرنا عربياً أن نمضي مهما كانت التحديات، حتى وإن اختلفنا فيما بيننا على مصالح وتوجهات وقتية، ولكن عار علينا أن نكون وسيلة لضرب بعضنا البعض، أو نرضى أن نكون طريقاً ممهداً تسلكه إيران للعبث في المنطقة، وتحقيق أهدافها.

saving score / loading statistics ...